الخجل وطرق التعامل معه
من هو الطفل المنطوي على نفسه
يتميز الطفل المنطوى بالحساسية الشديدة من التوبيخ والزجر والنقد لا سيما من الكبار ويعانى من الخجل الشديد الذى يؤدى بدوره إلى انكماش النشاط، واضطراب التصرفات، وتجنب التجمعات فى الولائم والحفلات واللعب الجماعى، وقد يخجل من شكله أو مظهره. وزجره وتوبيخه يؤديان إلى تفاقم اضطرابه ويفقده الشعور بالأمان وبعدم حب الآخرين له ويؤثر سلبا على ثقته بنفسه، ويدعم شكوكه فى الآخرين.
طفلة تعاني من الوحدة
ولأنه يعانى فى الأصل من عدم القدرة على التعبير عن مشاعره و أفكاره؛ فعلى المعلم العمل على إعادة الثقة للطفل المنطوي في نفسه، لإخراجه من حالة الانطواء وفقدان الثقة تلك، فيبدأ المعلم بالتأكيد على حريته في التعبير عما يجيش في صدره بدون خوف أو تردد، مع إعادة تعريفه بنفسه وبنقاط القوة لديه والتأكيد عليها، ومحاولة الإعلاء من نقاط الضعف لديه أو تجاوزها. وكذلك ينبغي على المعلم الاهتمام بميول واهتمامات المتعلم، ويعملوا على أن يمارسها وهو يشعر بالأمان وعدم الخوف من العقاب في حالة إن أخطأ أو فشل، والتهدئة من انفعالاتهما نحوه في حالة إن أخطا، وبهذا يتحول المعلم إلى عامل دفع ايجابي لثقة المتعلم في نفسه وفيمن حوله، فيبدأ في التفاعل معهم
الطفل الانطوائي
هو الطفل الذي لا يخالط بيئته المحيطة به بفاعلية ويشعر بخجل شديد إلى درجة كبيرة تؤثر على سلوكه فيمنعه الخجل من فوائد الاستعانة بخبرات الآخرين، والمشاركة في أنشطتهم، واللعب معهم، والاستفادة منهم.
أسباب ضعف التواصل الاجتماعي:
ينجم الضعف الاجتماعي من اضطراب الوسط العائلي أو المدرسي، كما يلعب الأقران دورا كبيرا في انحراف الشخصية السوية. فيما يلي جملة من الأسباب المؤدية إلى العزلة عند الأطفال:
1- ضعف العلاقة الودودة الوطيدة بين أفراد الأسرة لتلبية الاحتياجات النفسية.
2- التدليل الزائد وحجب الطفل عن الأنشطة العامة خوفا عليه من الحسد أو خشية الإصابة بالأذى.
3- اهتمام الأسرة والمدرسة بتنمية الحصيلة المعرفية للطفل، وعدم امتلاكها لبرامج منهجية لتطوير المهارات الحياتية القائمة على حل المشكلات اليومية والتكيف مع البيئة.
4- سياسة الأسرة التسلطية في التهذيب المبنية على الزجر والتأنيب لا الرفق والترغيب.
6- قيام الأصدقاء أو الأقارب بتوجيه النقد القاسي، واستخدام التوبيخ الصارم، والاستخفاف المستمر به فيفقد الطفل الثقة بقدراته ولا يتقبل ذاته.
7- تساهم الصدمات العاطفية (وفاة الأم مثلا) والصعوبات الصحية والاجتماعية بأزمات حادة لا يستطيع كل الأطفال مواجهتها دون عناء شديد، كما أن التنقلات المفاجئة من بلد لآخر أو من مدرسة لأخرى قد تسبب تقلبات سلوكية تربك فكر ونفس الطفل. يشعر الطفل بالنقص إذا فقد أعز أقربائه أو عندما يصاب بمرض دائم، أو سمنة مفرطة، أو عندما يتعرض للفقر الشديد فيشعر بأنه منبوذ ويتخذ ذلك ذريعة لهجر الواقع والهروب إلى عالمه الصغير الخالي من التحديات.
8- قد يقوم الأهل بترسيخ تصورات غير صحيحة أمام الطفل وزملائه مثل ترديد الجملة التالية: "ابني فاشل منذ الصغر ويكره المشاركة في الأنشطة الجماعية".
تقوم التصورات الخاطئة بتشكيل تصرفات مماثلة وأحاسيس سلبية تسيطر على الفرد، فعندما نقول عن ابنتنا مثلا: إنها تافهة وغير اجتماعية وهذا طبعها لا تستطيع تغييره مستقبلا، فإننا نكون قد أقنعناها بفكرة تجافي الصواب وتنافي الفطرة ووقعنا في خطأ كبير. فكل إنسان سوي رزقه الله ذكاء اجتماعيا يمكنه من خلاله تنظيم حياته وتوظيف طاقاته بالتعاون مع من حوله إذا اجتهد الفرد في تعلم وتنمية المهارات اللازمة. الاعتقاد بخلاف ذلك قد يؤدي إلى ترسيخ معتقدات وعادات غير سليمة تدعو للسلبية.
الوقاية والعلاج:
هناك العديد من الوسائل المعينة على مواجهة ضعف الجانب الاجتماعي لدى الأطفال، ولا شك أن لكل طفل خصوصياته التي نشاهدها في الفروق الفردية، ورغم ذلك فإن المتخصصين يقترحون مجموعة طرق علاجية يمكن الاستفادة منها أثناء التعامل مع الطفل الانطوائي، منها:
-معرفة الجو المحيط بالطفل داخل الأسرة وخارجها.
-الترحيب به وإدخاله فى جو التعارف مع باقى التلاميذ.
-الحرص على اشعار الطفل بالأمان، والابتعاد عن مراقبته وملاحظته حتى لا يشعره بالتوتر والحذر فى أى فعل.
-الاهتمام بالطفل ومحاولة اشراكه فى مجموعة الألعاب داخل المدرسة، وكذلك بعض الأنشطة الفنية والرياضية التى تكسبه ثقة بالنفس، وتشجيعه على انجازه مهما كان وتجنب لومه اذا أخفق، بل حثه بالقول بأنه يستطيع أن يحقق انجازا أفضل فى المرات القادمة، وأن أداءه جيد.
-توجيه المدرس لباقي التلاميذ بتشجيعه والترحيب به والإلحاح بمشاركته معهم فى كل الألعاب والأنشطة.
الحوار المنفرد مع الطفل مما يشعره باهتمامه به ويدعم المحبة والثقة بينه وبين الطفل.
-توجيه بعض الأسئلة للطفل تحفزه للتعبير عن رأيه واظهار الإعجاب برأيه واشعاره بأن لرأيه فائدة وبأن تفكيره مفيد وجيد.
-يمكن للمدرس الكشف عن مواهب الطفل وهواياته وتشجيعه على ممارسة هذه الهوايات كالرسم أو الغناء أو التمثيل مما يدعم ثقة الطفل بنفسه.
-التأكيد على حب الله لنا، وأنه يقبلنا بالصورة التى خلقنا بها، وعلينا أن نتقبل أنفسنا كما خلقها الله
- يحتاج الطفل إلى المدح والثناء والدفء العاطفي ليشعر بأنه شخص مهم عنده جوانب مضيئة، وأنه مقبول وله قيمة كشخص خلقه الله - تعالى - في أحسن تقويم، فهو عزيز ويمتلك ذكاءات متنوعة، منها: الذكاء الاجتماعي فينبغي تفعيله من خلال الحرص على تكوين علاقات جديدة والمشاركة في الأنشطة الجماعية، ومواجهة العقبات بحكمة والحذر من الهروب منها، وهذا الأمر من شأنه أن يجعل الطفل يثق بنفسه وبقدراته لتحسين علاقاته بالآخرين. يجب أن نكثر من ذكر إيجابيات أطفالنا كما نحذر من نقدهم علانية.
- فتح قنوات الحوار والمصارحة بين الطفل ووالديه لتعزيز الثقة وكشف أسباب معاناة الطفل. ينبغي أن نستمع لمخاوف الطفل ليبثها ولا نقاطعه أثناء الكلام، ولكن نبين له إيماننا بقدرته الذاتية على تجاوز المعوقات الخارجية.
- رواية الكبار تجاربهم للأطفال فالمواقف التي تسبب لنا الحرج والخجل الزائد تجعلنا أحيانا نتجنب الحياة الاجتماعية ونخشى مواجهة الناس، ولكننا نتغلب على المخاوف بعدة طرق. رواية الحكايات الواقعية والتاريخية والرمزية وسيلة هامة لعلاج الطفل المنعزل، لأنها تدفع الفرد للتدبر ثم الاقتداء بالنماذج الناجحة.
- لا بد للأسرة والمدرسة من تدريب الطفل على المهارات الحياتية الخاصة ببناء العلاقات الاجتماعية الناجحة بطريقة منظمة مع استبعاد الأحاسيس السلبية من نفس الطفل. يحتاج الطفل إلى تعلم طرائق التحدث أمام الناس دون رهبة، كما يحتاج إلى معرفة فن تكوين الصداقات، مثل: احترام رغبة الآخرين، وممارسة أدب الاعتذار والتسامح، فيطور مهاراته الاجتماعية، ويتعلم العبارات المناسبة للاشتراك بفاعلية مع الآخرين كقول "لو سمحت لي أن أشاركك في اللعب .. هل تحب أن تلعب معي ..؟ "وذلك كي يتدرب على الأخذ بزمام المبادرة ويواجه بروية المواقف السلبية فلا يحبط منها.
- نجنب الطفل النصيحة العلنية، لأنها تورث الجرأة على الاعتزال وتدفع إلى الإصرار على الخطأ.
- الترغيب بذكر فضائل الاختلاط بالناس، والترهيب ببيان آفات العزلة.
- احذر من تصنيف الطفل على أنه يحب العزلة ولا تقل له: "أنت انطوائي" بل يجب أن نقنعه دائما بأنه شخص اجتماعي متفائل وقادر على التغلب على المعوقات - بإذن الله - سبحانه وتعالى- يجب أن يسمع الطفل الكلمات التشجيعية التي تحثه على المزيد من العمل المفيد.
- لا نقارن في كل الأمور، فلكل استعداداته، ولكل طفل طريقته المناسبة لتحرير طاقاته الكامنة، وتطوير مواهبه المتنوعة.
- تتكون العادات من خلال المزاولة الدائمة لأفعال يحبها الفرد ويملك معرفة كافية عنها، ولهذا علينا أن نحبب الطفل الخجول بالمبادرة في تكوين علاقات ناجحة مع أقرانه، فيتعلم أدب الحديث أمام الآخرين، ومن التمارين النافعة لتنمية الناحية الاجتماعية المشاركة الجماعية في تنظيم مائدة الطعام، وترتيب الكتب ، وتنظيف الحديقة، وتنظيم الألعاب. يبدد التدريب الجاد المخاوف التي تكبل طاقات الطفل وتقلل من نشاطه، كما يحسن السلوك ويصقل مهارات التقبل والتواصل والعطاء فيتغلب على صفة التردد، وهكذا فلا بد من وضع مجموعة تمارين وألعاب يختار منها الطفل ما يتفق مع ميوله ويمارسها على أساس الرغبة، ومن خلال المعرفة وبطريقة منتظمة إلى أن يتخلص تدريجيا من نزعته الفردية وسلوكه الانسحابي.
- الطفل المنطوي في غرفته والمنعزل في صفه لا يهمل، بل يستعان على تأديبه بحيائه وخجله بطريقة تدريجية.
- تضع الأسرة والمدرسة مع الطفل أهدافا مرحلية يمكن قياسها لاصطحاب الأطفال في أنشطة جماعية للمنتزهات والمتاحف العلمية لتعميق معاني الإخاء والمودة والتعاون والثقة والحوار لجميع المشاركين. الهدف من تلك الرحلات كسب مهارات وعدم تكديس معلومات. يجب مراجعة نتائج تلك البرامج لاحقا والتركيز على أكثرها نفعا.
- تشجيع الأبناء والبنات على الالتحاق بالأندية الثقافية والرياضية، تهدف الأندية عموما إلى توثيق وتعزيز روح التضامن بين الأعضاء من خلال تنظيم عملية الاشتراك في المسابقات والمعسكرات والندوات وتبادل الزيارات مع الأندية الأخرى.
-اتقرب اليه باستمرار من خلال اشراكه في الدرس واختياره للاجابة عن الاسئلة او انجاز نشاط على السبورة.
-تشجيعه وتثمين اعماله
-وضعه في مكان يكون على مرأى المعلم
-زرع الثقة بنفسه ومن وسائل ذلك الثناء والتشجيع
-حثه على التحدث عن أفكاره
-أظهر له سلامة حديثه وأفكاره
- بدد القلق والتردد لديه من خلال ذكر مساوئ خجله ..
- لا بد من مراجعة المختصين في حال تفاقم السلوك الانطوائي عند الطفل.
نظرا لأن المدرس يلاحظ الطفل لساعات طويلة مما يتحتم معه أن تتعاون المدرسة مع الأسرة في تشجيع الطفل المنطوي على التفاعل مع زملائه ومشاركتهم اللعب، فالمدرس مثلا يعمل على تشجيع الطفل على الإجابة والحوار والمناقشة داخل الفصل بل ومدحه وإثابته على ذلك. و ألا يحاول المعلمين إلصاق صفة "الانطوائية" بالطفل المنطوي كأن يسأله "لماذا لا تلعب مع زملائك - لماذا ليس لك أصدقاء"؟
دمج الطفل مع أقرانه خصوصا في الألعاب الجماعية
-منقول-
0 التعليقات:
إرسال تعليق